كتب / إبراهيم فايد
إطفاء أعمدة الإنارة ليلا فى شوارع المحافظة باتت ظاهرة متخلفة تشكو منها معظم أحياء المنصورة وليست وحدها بل أيضا كل مدن ومراكز المحافظة لا سيما فى الشوارع الرئيسية التى تعج بالزحام مما يترتب عليه وقوع الكثير من حوادث السير وخاصة فى ظل انتشار ما يسمى ب ( التوكتوك ) والذى أصبحت أعداده تفوق أعداد المواطنين حاليا , ناهيك عن أعمال السرقة التى تحدث يوميا فى ظل هذا المناخ المناسب لتنامى وتزايد معدلات السرقة والخطف والتحرش …إلخ ، بل الأدهى من ذلك طريق المنصورة – المطرية وهو الطريق الذى يربط أغلب مراكز المحافظة ولا يخلو من المسافرين ووسائل المواصلات ليل نهار ورغم ذلك لا تجد عليه شمعة تضئ الطريق ليلا اللهم إلا بعض الأعمدة على مشارف كل مركز !!
فضوء القمر هنا فى مناطق عديدة هو مصباح الأمان الذى يضئ الشوارع والطرقات وكذلك أيضا مصباح أمان للصوص وعصابات خطف الأطفال من أمام منازلهم ، وعلى النقيض نجد الكثير من أعمدة الإنارة مضيئة نهارا – فى عز الظهر – وإذا تجولت بناظريك ليلا فلن تجد غالبا إلا بعض الأضواء الخافتة التى تسربت لعدة أمتار خارج المحلات بالإضافة لضوء بعض المآذن يشع فى الأفق بعيدا..
وفى الفترة الأخيرة قد شهدت المحافظة بالفعل العديد من المآسى نتيجة لهذا التصرف الأحمق والغير مبرر إطلاقا من المجالس المحلية وشركة الكهرباء وهذه الظاهرة المتخلفة تنتشر كثيرا فى الدقهلية لا سيما المراكز التى تبعد عن مدينة المنصورة بحجة أنها العاصمة والتى يسلط عليها الضوء والإعلام غالبا ، وبالتالى اختار المسئولون كالعادة التعدى على حقوق المواطن الضعيف الذى لا حول له ولا قوة فى المراكز والقرى الفقيرة .
وفى حوار ميدانى ل “العالم الحر” مع بعض مواطنى الدقهلية ذكر “هانى جرجس” محامى بمدينة المنزلة ( إن الدولة غالبا ما تضحى بالمواطن فى المراكز النائية والتى يصعب وصولها لأجهزة الإعلام ) ، كما ذكر “محمود أبو المجد” مدرس إبتدائى بمركز دكرنس ( فعلا نحن نعيش فى ظلام دامس وعلى شركات الكهرباء والوحدات المحلية التحرك سريعا لأن هذا يسبب العديد من المشكلات والحوادث ) ، بينما عبّر “خالد شرف” مواطن بمدينة المنصورة عن رأيه تجاه شركة الكهرباء حيث قال : ( إن شركات الكهرباء تعد دولة داخل الدولة وأن مسئولى وزارة الكهرباء والطاقة لا يفرضون أية عقوبات على شركة الكهرباء ما دامت توفر الطاقة للدولة ) !!!
وفى تصريح ل “العالم الحر” أدلى به المهندس / “عادل دحدوح” رئيس قطاع الترشيد والطاقة الجديدة والمتجددة بشركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء ذكر أن الشركة تقوم بواجباتها على أكمل وجه وأنها ليس لها علاقة بإنارة الأعمدة وأن الجهة الوحيدة المسئولة عن إنارة الطرق والشوارع وتركيب اللمبات عامة هى المجالس والوحدات المحلية ، وأشار إلى أن الدولة حاليا تتبنى حملة لتصنيع وتشغيل عدد 3 مليون لمبة من لمبات (الليد) بتكلفة تصل إلى 2.8 مليار جنيه وأن محافظة الدقهلية بالفعل استلمت الدفعة الأولى المخصصة لها وهى حوالى 69 ألف كشاف ليد كدفعة أولى وسيتم توزيعها على المجالس المحلية بكل مركز ليقوموا بمهامهم فى تركيب وتشغيل هذه اللمبات وان شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء فى انتظار دفعة ثانية من كشافات الليد .
فيما أفاد “محمد حمص” مساعد رئيس مركز ومدينة المطرية أن المسئولية مشتركة وتقع على عاتق كل من شركة الكهرباء والمجالس المحلية أيضا وأكد أن المركز لديه عدد 946 كشاف إضاءة جديد وبالفعل تم البدء فى تركيبها منذ أيام قلائل ، وأن الجهة المسئولة عن تركيب تلك الكشافات هى ( الشركة المصرية للتصنيع ) وفقا للعقد المبرم بينها وبين محافظة الدقهلية .
ازدادت الشكاوى وازدادت مبررات المسئولين وتبادل وتراشق الإتهامات بين الهيئات المختلفة المنوط بها حل هذه المشكلة وما بين ذلك وذاك يوجد مواطن مطحون متعب منهك من تصرفات أجهزة الدولة .. فأى عقل هذا الذى نصّبته الدولة وجعلت بيده مفتاح القرار ؟ وإلى متى سيظل هذا الإهمال الجسيم بحجة توفير الكهرباء ؟ ولمن نوفرها ؟ ولأى وقت إن لم يكن ليلا ؟!!!